هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

lundi 25 octobre 2010

مدارس الفن الروائي و الأدبي -المدرسة الرومانسية -

المدرسة الرومانسية


هو مذهب الأدبي ظهر في منتصف القرن الثامن عشر إثر مجموعة من العوامل تظهر أهمها في ، نمو الطبقة البرجوازية وصعودها بعد قيام الثورة الصناعية و ظهور الوعي القومي مع قيام الثورة الفرنسية عام1798م مما جعل الشعوب الأوروبية تحسّ بذاتها وكيانها القومي كذلك نجد الملل من القيود الكلاسيكية وقواعدها التي بدأت تضيّق على الأدباء ، مما جعلهم يدعون إلى التحرر منها والتطلع إلى أدب جديد ليس فيه قيود كقيود الكلاسيكية


و من أهم مميزات هذا الأدب دعوته إلى الاهتمام بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها مؤمناً أو ملحداً، مع فصل الأدب عن الأخلاق ، ولذا يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيتها، والاستجابة لأهوائها. وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية اللذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي

كما تمثل الفردية سمة عامة في أدب الرومانسيين

و قد لاقت الطبيعة اهتماماً كبيراً عند الرومانسيين ، فقد وجدوا فيها ملاذاً عذباً، ولعل أهم ما يميز علاقة الرومانسيين بالطبيعة مشاركتهم إياها في عواطفهم، و قد اتجه الرومانسيون إلى البيئة المحلية فصوّروا ما فيها من مناظر طبيعية في أدبهم، كما استخدموا لغة سهلة أقرب إلى لغة الناس في أدبهم وعبروا بالرمز الموحي الشفاف، فقد كان لكل واحد من الرومانسيين رموزه الخاصة به ،كما أن الرومانسية إبداع والابتكار القائمان على إظهار أسرار الحياة من صميم عمل الأديب، وذلك خلافاً لما ذهب إليه أرسطو من أن عمل الأديب محاكاة الحياة وتصويرها.

كذلك اهتمت الرومانسية بالمسرح لأنه هو الذي يطلق الأخيلة المثيرة التي تؤدي إلى جيشان العاطفة وهيجانها و الاهتمام

بالآداب الشعبية والقومية، والاهتمام باللون المحلي الذي يطبع الأديب بطابعه، وخاصة في الأعمال القصصية والمسرحية.

ويعد الناقد الألماني فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كنقيض للكلاسيكية.

ثم تبلورت الرومانسية كمذهب أدبي، وبدأ الناس يدركون معناها الحقيقي التجديدي وثورتها ضد الكلاسيكية.

وترجع الرومانسية الإنكليزية إلى عام 1711م ولكن على شكل فلسفة فكرية.. ونضجت الرومانسية الإنكليزية على يد توماس جراي وويليام بليك.

ولا شك أن الثورة الفرنسية 1798م هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة ، أهمها الكنيسة وسطوتها والواقع الفرنسي وما فيه.

وفي إيطاليا ارتبط الأدب بالسياسة عام 1815م وأصبح اصطلاح رومانسي في الأدب يعني ليبراليا (أي: حراً أو حرية) في السياسة.

ومن أبرز المفكرين والأدباء الذين اعتنقوا الرومانسية:

- المفكر والأديب الفرنسي جان جاك روسو 1712 – 1788م ويعد رائد الرومانسية الحديثة.

- الكاتب الفرنسي شاتو بريان 1768 – 1848م ويعد من رواد المذهب الذين ثاروا على الأدب اليوناني القائم على تعدد الآلهة.

- مجموعة من الشعراء الإنكليز، امتازوا بالعاطفة الجياشة والذاتية والغموض رغم أنهم تغنوا بجمال الطبيعة وهم : توماس جراي 1716 – 1771م ووليم بليك 1757 – 1927م وشيلي 1762 – 1822م كيتش 1795 – 1821م وبايرون 1788 – 1824م.

الشاعر الألماني جوته 1749 – 1832م مؤلف رواية آلام فرتر عام 1782م وفاوست التي تظهر الصراع بين الإنسان والشيطان.

الشاعر الألماني شيلر 1759 – 1805م ويعد أيضاً من رواد المذهب

- الشاعر الفرنسي بودلير 1821 – 1867م الذي اتخذ المذهب الرومانسي في عصره شكل الإلحاد بالدين.

بعدها ظهر ما يسمى بالرومانسية الحديثة و ذلك عندما

أعلن النقاد الفرنسيون هجومهم على الرومانسية وذلك لأنها تسلب الإنسان عقله ومنطقه وهاجموا روسو الذي نادى بالعودة إلى الطبيعة وقالوا: لا خير في عاطفة وخيال لا يحكمهما العقل المفكر والذكاء الإنساني والحكمة الواعية والإرادة المدركة.

فظهر ما يسمى بالرومانسية الجديدة ودعوتها إلى الربط بين العاطفة التلقائية والإرادة الواعية في وحدة فكرية وعاطفية، ومن ثم نشأت الرومانسية الحديثة وما يدعوا للاستغراب أنها كانت تحمل معها أكثر المعتقدات القديمة للرومانسية !!!!

يبقى لنا الحديث عن الرومانسية و هل كانت لها مكانة في الأدب العربي و إذا كانت ما العامل الذي ساعد على قبول المذهب الرومانسي في الأدب العربي الحديث ؟ تقول بعض المراجع أن الذي ساعد على تواجد المذهب الرومانسي في الأدب العربي الظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة، فقد كانت الأمة العربية تمر بظروف صعبة يسودها الظلم والقسوة إثر الاستعمار الأجنبي ومن أبرز الأدباء الرومانسيين في الأدب العربي :

عبد الرحمن شكري عبد القادر المازني و عباس محمود العقاد

وهم الذين أسسوا مدرسة " الديوان " نسبة إلى كتاب الديوان في الأدب والنقد الذي ألّفه المازني والعقاد .
دون أن ننسى أدباء و شعراء المهجر الرومانسيين أصحا ب الرابطة القلمية وهم: جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، نسيب عريضة، إيليا أبو ماضي

أصحاب العصبة الأندلسية: الشاعر القروي( رشيد الخوري)، إلياس فرحات، ميشال معلوف . هذا باختصار ما يمكن قوله عن هذا المذهب الأدبي .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire