هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

هاجر لعريبي -مقال-

الفن التشكيلي و مدارسه اعداد لعريبي هاجر


المدرسة التكعيبيةالمدرسة التكعيبية هي ذلك الاتجاه الفني الذي أتخذ من الأشكال الهندسية أساسا لبناء العمل الفني إذ قامت هذه المدرسة على الاعتقاد بنظرية التبلور و بالتالي اعتبار الهندسة أصولا للأجسام . اعتمدت التكعيبية الخط الهندسي أساسا لكل شكل كما ذكرنا فاستخدم فنانوها الخط المستقيم و الخط المنحني ، فكانت الأشكال فيها إما أسطوانية أو كروية وكذلك ظهر المربع والأشكال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع ، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشكال تبعا لتنوع الخطوط والأشكال واتجاهاتها المختلفة و قد ظهرت المدرسة التكعيبية في فرنسا حيث رفض الفنانون في هذا البلد مبدأ محاكاة الأشكال الطبيعية وبدأوا يختزلون هذه الأشكال إلى أجزاء هندسية وخطوط مستقيمة ثم أعادوا صياغتها من جديد والواقع أن بشائر الثورة على الأشكال الطبيعية قد بدأ ظهورها قبل فرنسا فقد عرف الفنان المسلم أسلوب تجريد الأشكال منذ عصر الدولة العباسية لقد كان سيزان المهد الأول للاتجاه التكعيبي ، ولكن الدعامة الرئيسية هو الفنان ( بابلو بيكاسو ) لاستمراره في تبينها
وتطويرها مدة طويلة من الزمن كان هدف التكعيبية ليس التركيز على الأشياء ، وإنما على أشكالها المستقلة التي حددت بخطوط
هندسية صارمة ، فقد أعتقد التكعيبيون أنهم جعلوا من الأشياء المرئية ومن الواقع شكلا فنيا
كانت بداية هذه الحركة المرحلة التي بدأها الفنان سيزان بين عامي 1907/1909 وتعتبر المرحلة الأولى من التكعيبية والمرحلة الثانية هي المرحلة التكعيبية التحليلية ، ويقصد بها تحليل الأشكال
في الطبيعة وإعادة بناءها بطريقة جديدة أما المرحلة الثالثة فتمثل الصورة الموحدة التكوين ، وركزت على رسم موضوع مترابط وواضح المعالم من خلال الخطوط التكعيبية .
ويرجح الفضل في نمو التكعيبية وازدهارها إلى التجارب التي اشترك فيها بيكاسو وبراك منذ أواخر القرن التاسع عشر لتطوير فكرة سيزان الهندسية إلى مرحلة تجريبية متقدمة , فاستبدلا التأثيرات البصرية على سطوح الأشكال التي اهتم بها التأثير يون بتصور عقلاني متفهم للشكل ورأيا في الأشكال الطبيعية المكعب والمخروط والأسطوانة والكرة .‏ وما إن حل عام 1910 حتى بلغت المدرسة التكعيبية على يدي بيكاسو وبراك درجة كبيرة في تشويه معالم الشكل الطبيعي , واقتبس كل منهما من الآخر في تلك الفترة لدرجة أن صعب التمييز بين أعمالهما في عامي 1910 و 1911 إلا للدارس المتخصص , وتوضح ذلك لوحتا "كمنجة وباليت 1910 للمصور براك "و "لاعب الأكورديون 1911 للمصور بيكاسو" استخدم كثير من المصورين الشبان أساليب التكعيبية في الفترة 1908 - 1911 بالرغم من أن كثيراً منهم لم يكن يعلم تماماً مفهوم هذه النظرية ، وفي عام 1911 انضم المصور خوان جري إلى مؤسسي المدرسة , كما اجتذبت المدرسة عدداً كبيراً من المصورين المتفهمين لخطوات المذهب التكعيبي أمثال (فرناند ليجيه والبرت جليزس وجان متزنجر وروبرت ديلوني وجاك فيلون ومرسيل دوشامب) . واشترك أغلب هؤلاء المصورين في أول عرض جماعي لمذهبهم الذي أسموه التكعيبية وقوبلوا بالهجوم من النقاد إلا أن النقد كان له رد فعل عكسي حيث جذب عدداً ضخماً من الجمهور إلى صالة العرض التي اكتظت بهم , وصارت التكعيبية قنبلة الموسم في فن التصوير.‏ ومنذ عام 1912 انتشر المذهب التكعيبي خارج فرنسا , فمثل في معرض (الفارس الأزرق) بمدينة ميونيخ , وفي معارض كولون وبرلين وزيوريخ وموسكو وبرشلونة , وفي لندن . وفي السنين التالية ظهرت اتجاهات جديدة في التكعيبية كان أهمها حركة (اورفيزم) التي ابتدعها ديلوني , واستمدها من التكعيبية التحليلية , كما ظهرت نتائج للحركة التكعيبية والحركات الفنية الجديدة المتعددة التي بدأت تغزو أوروبا , مثل الأسلوب الميكانيكي والاهتمام بالآلة الذي قدمه ليجيه في فرنسا و من خلال ما سبق ذكره نستطيع ان نختم موضوعنا في النهاية بالقول بأنه كان للمدرسة التكعيبية أثر و تأثير واسع في كل مكان وفي إمكاننا أن نعثر على رسامين تأثروا بالتكعيبية في بقاع العالم المختلفة فنشاط التكعيبيين تعدى الرسم ليصل إلى الإضاءة والديكور المسرحي والنحت والعمارة