هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

هاجر لعريبي -مقال-

الكلمة حق
بقلم هاجر لعريبي
      
         احمل قلمك وأغدو سفيرا للكلمات الصادقة ، لا تعبث بين الأوراق فهي الآن تكتب تاريخك ،ما أقوله ليس شعرا أو حذلقة فنان ،الآن اسمعني يا صاحبي أنا إنسان أعاني زمن الكذب ،زمن الأوهام و زمن الحبر الأسود البراق
الكلمة وقع على الأسماع  سماء تحلق فيها الأحلام لتصبو الأمل المنشود ،اكتب شعرا أو نثرا ، حزنا أم فرحا فالأمر سواء، هي كلمات ستخلد في ذاكرة الإنسان هي أوسمة ستزين المتاحف والأوطان عندما ترتوي الصفحات بحروف خطها قلب عاش من أجل العطاء،  ترعرعت أنامله بين أحضان الصدق وكتبت على صفحات لن تموت  مهما نثرتها رياح غريبة أو أحرقتها نيران حرب شعواء فهي ستبقى،  هي الآن ليست بين الصفحات بل صارت من المقدسات تسكن الفؤاد حتى الممات .
مالي أراكم هناك تتمايلون كما تتمايل الراقصات على الأيادي التي تدفع أكثر...مالي اسمع صرير قلمكم المجروح يبكي حرفه ،يستغيث ..يتوسل بأن لا يفني عمره بين الصفحات الصفراء ، يكتب من أجل كومة من المصالح المتهافتة  تهافت الوحوش على الفرائس البلهاء التي تهوى فتح أحضانها للذئاب حتى تنهش لحمها و تسرق عمرها و هي تظن نفسها تعيش زمن الحقيقة ، زمن الأحلام الوردية .
أراكم هنالك و أنتظر و اسأل نفسي مرارا و تكرارا ماذا أنتظر ؟ زمنا أخر وهل سيكون أحسن؟ هل سيجلب معه الأفضل ؟ سيكون كذلك وسأحكي عنه و عن عرس الكلمات الصادقة  .