هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

lundi 25 octobre 2010

مدارس الفن الروائي و القصصي

المدرسة الــــــــــــواقعية

بدأت الواقعية في الظهور ـ مذهباً أدبياً ـ في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وأخذت في مزاحمة الرومانسية، ولكنها اتجهت إلى النثر، ولاسيما القصص والمسرحيات، بينما نرى الرومانسية قد اتجهت إلى الشعر غالباً ، و قد تأثرت الواقعية الغربية بالنهضة العلمية والفلسفة العقلانية ونتيجة للمبالغات الخيالية والعاطفية التي انغمست فيها الرومانسية
دعت الواقعية بالمقابل إلى الإبداع الأدبي بتصوير الأشياء الخارجة عن نطاق الذات والثورة على شرور الحياة والكاتب الواقعي يأخذ مادة تجاربه من مشكلات العصر الاجتماعية وشخصياته من الطبقة الوسطى أو طبقة العمال ، وغاية الواقعين أن يصبح الإنسان سيد الطبيعة في مجتمع عادل ومن ثم كان الأديب

الواقعي أكثر أمانة في تصوير بيئته

رغم الموضوعية التي دعا إليها الواقعيون فقد اتسم أدبهم بطابع تشاؤمي نوعا ما ولعل ذلك راجع إلى المبالغة في تشخيص الآفات الاجتماعية فهم ينظرون إلى الواقع بمنظار اسود . فالخير ما هو إلا بريق زائف فالشجاعة

برأيهم يأس من الحياة وضرورة لابد منها و الكرم مباهاة والمجد تكالب على الحياة فالواقعية على هذا الأساس هي انعكاس للواقع الخارجي في نفس الأديب أو هي صورة للواقع ممزوجة بنفس الأديب وقدراته ولهذا يمكن إجمال خصائصها فيما يلي :

-قيامها على أساس الفلسفة الوضعية والتجريبية

- الدعوة إلى الموضوعية في الإبداع الأدبي عكس الرومانسية

-تصوير ما تعانيه الطبقة الدنيا من معاناة وتشخيص للآفات الاجتماعية مما جعل أدبهم يتسم بطابع تشاؤمي نوعا ما كما تركز إنتاجهم على القصة والمسرحية

ويعد بلزاك الرائد الأول للواقعية في فرنسا إذ خلف موسوعة في الأدب

الواقعي تشمل نحو مائة وخمسين قصة أطلق عليها في أواخر أيامه -الكوميديا البشرية- و الفرنسي فلوبير صاحب رواية- مدام بوفاري – التي صور فيها عصره بجميع مشكلاته

وقد ظهر تيار آخر للواقعية أطلق النقاد عليها اسم الواقعية الجديدة تمييزا عن واقعية الغرب المتشائمة، والواقعية الجديدة تصور واقعا جديدا

لذا قيل عنها أنها واقعية التفاؤل والاستبشار . وهي حصيلة النظرة الماركسية للأدب والفن وهي حصيلة التجربة المعاصرة لكتاب الاتحاد السوفيتي

وقد التزموا بأهداف الطبقة العاملة و النضال في سبيل تحقيق الاشتراكية .

من روادها تشيكوف*وتوليستوي ومكسيم جوركي في قصة – الأم -

أما بالنسبة للأدب العربي الحديث فهو لم يكن بمنأى عن تيار الواقعية، ولكنها ليست بواقعية الشر والسلبية والتشاؤم، بل الواقعية التي تصور مشاكل المجتمع وتقاليده وعاداته، وإبرازها في صورة أدبية تكشف عن أسراره وخفاياه،فقد عمل الأدباء على إظهار عيوب المجتمع وصوروا مظاهر الحرمان والبؤس قصد الإصلاح ونجد ظلالها عند كثير من الشعراء كحافظ إبراهيم، ومعروف الرصافي.

وعند كثير من القصاص كنجيب محفوظ في ثلاثيته "قصر الشوق، وبين القصرين، وخان الخليلي وبداية ونهاية" ، وتوفيق الحكيم في "عودة الروح" ، وطه حسين "شجرة البؤس، ودعاء الكروان"

وتبرز الواقعية في الأدب الجزائري عند مولود فرعون في روايته -ابن الفقير - وفي وراية محمد ديب -الحريق - ويعد محمود تيمور الواقعي الأول في الأدب العربي متأثرا بالكاتب

الفرنسي جي دي موباسان* فقد دعا في مقدمة كتابه -الشيخ جمعة- وقصص أخرى إلى الأخذ بالمذهب الواقعي في التأليف القصصي إذن هنا نستطيع القول أن تأثير الواقعية الغربية على الأدب العربي لم يكن عبارة عن نسخ تام و لكن أعطى الأدب العربي و الأدباء و الكاتب العرب صورة تخدم المدرسة الواقعية وتعطيها نوع من التفاؤل و قيمة فكرية تعمل على الاعتراف بما هو موجود ولكن بالمقابل عدم الرضوخ له ومحاولة تصحيحه للوصول إلى حياة أفضل خيرة و جميلة .





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire