هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

samedi 30 octobre 2010

أحلام مستغانمي

احلام مستغانمي

بقلم :
هاجر لعريبي
أحلام مستغانمي

أحلام مستغانمي كاتبة و أديبة جزائرية ولدت في 13 أبريل 1953 في تونس ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري كان والدها "محمد الشريف" من هواة الأدب الفرنسي وقارئًا ذا ميول كلاسيكيّ لأمثال Victor Hugo, Voltaire Jean Jaques, Rousseau, يستشف ذلك كلّ من يجالسه لأوّل مرّة كما كانت له القدرة على سرد الكثير من القصص عن مدينته الأصليّة مسقط رأسه "قسنطينة" مع إدماج عنصر الوطنيّة وتاريخ الجزائر في كلّ حوار يخوضه وذلك بفصاحة فرنسيّة وخطابة نادرة


وكانت مقرّبة كثيرًا من أبيها وخالها عزّ الدين الضابط في جيش التحرير الذي كان كأخيها الأكبر و عبر هاتين الشخصيتين ، عاشت كلّ المؤثّرات التي تطرأ على الساحة السياسيّة و التي كشفت لها عن بعد أعمق للجرح الجزائري و بما أن والدها كان من مقاومي الاحتلال الفرنسي فقد كان مطلوبا لدى السلطات الفرنسية لمشاركته في أعمال المقاومة مما اضطره إلى مغادرة أرض الوطن إلى تونس حيث عمل بها مدرسا للغة الفرنسية.

وبعد حصول البلاد على الاستقلال عام 1962، عادت هي و أسرتها إلى الجزائر للاستقرار في العاصمة فأرسل الأب ابنته البكر أحلام إلى أول مدرسة معربة في الجزائر وبذلك تكون أحلام من أوائل الجزائريات اللواتي تلقين تعليما بلغة العربية
قبل أن تبلغ أحلام الثامنة عشرة عاماً وأثناء إعدادها لشهادة البكالوريا كانت تعدّ وتقدّم برنامجًا يوميًا في الإذاعة الجزائريّة يبثّ في ساعة متأخرّة من المساء تحت عنوان "همسات" ، وقد لاق هذا البرنامج نجاحا كبيرا و ملفتا تجاوز الحدود الجزائرية إلى دول المغرب العربي ، وساهم في ميلاد اسم أحلام مستغانمي الشعريّ وهكذا عرف ديوانها الأول "على مرفأ الأيام" طريقه إلى النشر عام 1973 في الجزائر وأتبعته بديوان آخر تحت عنوان "كتابة في لحظة عري" عام 1976.

بعدها سافرت أحلام لتقيم في باريس حيث تزوّجت من صحفي لبناني وابتعدت عن الحياة الثقافية لبضع سنوات كي تكرِّس حياتها لأسرتها. قبل أن تعود في بداية الثمانينات لتتعاطى مع الأدب العربيّ من جديد أوّلاً بتحضير شهادة دكتوراه في جامعة السوربون ثمّ مشاركتها في الكتابة في مجلّة "الحوار" التي كان يصدرها زوجها من باريس ومجلة "التضامن" التي كانت تصدر من لندن ليس هذا فحسب فقد قامت بكتابة ونشر أول رواية لها تحت عنوان " ذاكرة الجسد " وذلك عام 1993 و هي رواية استر سالية مهداة لوالد مستغانمي وإلى ذكرى الروائي الجزائري الفرنكوفوني الراحل مالك حداد (1927-1978)، الذي قرر الامتناع عن الكتابة بأي لغة أجنبية بعد نيل بلاده الاستقلال، فانتهى به الأمر بعدم الكتابة إطلاقا وكما ذكرت أحلام في إهدائها، فقد توفي حداد "شهيداً محباً للغة العربية"

والرواية اليوم في إصدارها 19 وبيع منها أكثر من 130.000 نسخة وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 وتواصل نجاح الكاتبة بإصدار "فوضى الحواس" في بيروت عام 1997 و"عابر سرير" عام 2003 وكلاهما لاقا نفس النجاح الذي لقيت روايتها الأولى

لم تكن أحلام غريبة عن ماضي الجزائر ولا عن الحاضر الذي يعيشه الوطن مما جعل كلّ مؤلفاتها تحمل شيئًا عن والدها وإن لم يأتِ ذكره صراحة فقد ترك بصماته عليها إلى الأبد بدءًا من اختياره العربيّة لغة لها لاعتزازه بهذه اللغة و بأصله العربي

كما تعتبر كتابات مستغانمي التي جعلت من بيروت مسكنها الدائم فيها لمحة دائمة عن الحنين إلى وطن "يسكننا ولا نسكنه" ويظهر في أعمالها عشق لجزائر تفتقدها وأسى لجيل أخفق في بناء أمة قوية بعد نيله استقلاله وتتجاوز رواياتها الحدود المرسومة لتحكي قصة الأحلام المنكسرة والمآسي التي تعصف بالإنسان مما يجعل حكاياتها ذات مغزى لقرائها عبر مختلف أرجاء العالم العربي تقطن أحلام مستغانمي حاليا في بيروت



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire