هدية المدونة

هدية المدونة
لوحة بالفحم رسمتها : الكاتبة هاجر لعريبي

samedi 18 septembre 2010

قصص قصيرة

ليث
كان هناك يركض  بين الزهور يخطو خطوات عفوية بريئة ..جريئة و يعيش أحلام الوطن و السلام ويتلذذ طعم قبلة أمه على خده الصغير بإحساس الطفولة الحالمة والرغبة المستميتة بجناح الحنان يلتف حول جسده الهش .                                        في كل صباح تودعه  أمه و هي ترسم ملامحها ابتسامة رقيقة مفعمة بالحنان و الخوف و الحب فتظهر كلوحة رسمتها ريشة فنان لا يعرف الرسم ولكن يعرف كيف يحب ...                    
 هو الآن ذاهب إلى المكان الذي يجب أن يتواجد فيه إلى المكان الذي يأوي جسده الصغير و يحتضن طفولته الجميلة البريئة  سيتعلم في هذا المكان  كيف يُكتبُ الحرف و كيف تصنع الكلمات الصادقة قصرا محصنا تحميه القلوب قبل الأجساد ، سيعيش الضحكات ويرسل صوته الصغير القهقهات ، وستحوي ذاكرته  أيام الشيطنة ، وأسماء ووجوه الأصدقاء ، وطعم أشهى الحلويات التي تصنعها الأمهات...هكذا يعيش عمره في أحلامه حينما ينام ويضنيه تعب النهار أما الآن فعقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا ...يستيقظ ليث على صراخ والدته و هي تهز جسده النحيف الصغير بعنف  ، ليث... استيقظ يا ليث.... ستتأخر       عن العمل و يطردونك من سيؤولنا بعدك من سيجلب القوت لنا ...    ثم تردد قائلتا : لعن الله هؤلاء القردة ... شردونا ... شتتونا ،  قفز ليث من مضجعه غسل وجهه بقطرات نزلت من الحنفية المكسورة لبس ثيابا مقززة  قذرة تليق بطفل  يعمل في  كراج لتصليح السيارة  ...نظر إلى والدته ، نظرت إليه هي الأخرى ثم قالت بصوت خافت، قلق  يقولون أنهم سيطلقون سراح بعض من الأسرى، ليث ...أرجو أن يكون  والدك واحدا منهم ...ثم راحت تدعو الله و انصرف ليث إلى عمله ... 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire