ليث
كان هناك يركض بين الزهور يخطو خطوات عفوية بريئة ..جريئة و يعيش أحلام الوطن و السلام ويتلذذ طعم قبلة أمه على خده الصغير بإحساس الطفولة الحالمة والرغبة المستميتة بجناح الحنان يلتف حول جسده الهش . في كل صباح تودعه أمه و هي ترسم ملامحها ابتسامة رقيقة مفعمة بالحنان و الخوف و الحب فتظهر كلوحة رسمتها ريشة فنان لا يعرف الرسم ولكن يعرف كيف يحب ... هو الآن ذاهب إلى المكان الذي يجب أن يتواجد فيه إلى المكان الذي يأوي جسده الصغير و يحتضن طفولته الجميلة البريئة سيتعلم في هذا المكان كيف يُكتبُ الحرف و كيف تصنع الكلمات الصادقة قصرا محصنا تحميه القلوب قبل الأجساد ، سيعيش الضحكات ويرسل صوته الصغير القهقهات ، وستحوي ذاكرته أيام الشيطنة ، وأسماء ووجوه الأصدقاء ، وطعم أشهى الحلويات التي تصنعها الأمهات...هكذا يعيش عمره في أحلامه حينما ينام ويضنيه تعب النهار أما الآن فعقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحا ...يستيقظ ليث على صراخ والدته و هي تهز جسده النحيف الصغير بعنف ، ليث... استيقظ يا ليث.... ستتأخر عن العمل و يطردونك من سيؤولنا بعدك من سيجلب القوت لنا ... ثم تردد قائلتا : لعن الله هؤلاء القردة ... شردونا ... شتتونا ، قفز ليث من مضجعه غسل وجهه بقطرات نزلت من الحنفية المكسورة لبس ثيابا مقززة قذرة تليق بطفل يعمل في كراج لتصليح السيارة ...نظر إلى والدته ، نظرت إليه هي الأخرى ثم قالت بصوت خافت، قلق يقولون أنهم سيطلقون سراح بعض من الأسرى، ليث ...أرجو أن يكون والدك واحدا منهم ...ثم راحت تدعو الله و انصرف ليث إلى عمله ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire