مدنٌ تحضن الموت
زارهم في تلك الليلة الباردة التي غطت حلكتها سقف السماء قبل الموعد ، وسرقت من وقت ووهج الشمس الدافئة ، طاف حولهم بعباءته البيضاء الملطخة بالدماء ، هكذا رحل ، ملطخا بدماءٍ سالت من أجل التراب ، فأبت المياه أن تغسل ذكراها ، نظر إليهم اعتصرت روحه الطاهرة ، غصت عيونه بالدموع رمقهم مرة أخرى وهم نيام ، أكان الليل من يغشيهم أم أن النوم احتل بصيرتهم الدهر كله؟ !!!!... النوم كما الموت يتشابهان في السكون و الصمت ، لم يشأ أن تطأ قدماه الأرض فيسمع أنينها ولم يستطع تحمل صمت الظلام فصرخ : استفيقوا يا من تنامون على هذه الأرض ...استفيقوا فلقد جئت اليوم لأزورها و أزوركم و لأعرف ما الذي حل بتلك الأمانة التي اؤتمنتم عليها ... كان صراخه يخترق خيوط الظلام ويهز صدى صوته ذلك الصمت البارد ... و هو يستمر في الصراخ سمع صوتا يناديه قادما من بعيد ، لم يكن بعيدا لكن بحة صوته كانت توحي إلى ذلك التفت فإذا به يرى شخصا مثله يرتدي نفس عباءته البيضاء والتي كانت ملطخة هي الأخرى بالدماء اقترب منه و قال له : عد أدراجك يا أخي لن يسمعوك ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire